يوم مشرق جميل .. الهواء العليل يشرح الصدور، النسمات الرقيقة تداعب خصلات الشعر المتطايرة على استحياء، والشمس المبتسمة الحانية تنير المدارك وتثير المباهج. الجميع يتحركون بهدوء و سعادة و تناغم كأنشودة عذبة تطرب القلوب. الجميع يحتفلون بتلك الهبة التي منحت لهم، هبة الحياة. الجميع فرحون. الجميع، عدا تلك الورقة في كواليس ذلك المشهد الملحمي. هناك! ها هي، في الطرف البعيد من الصورة. ورقة ملقاة في جفاف و استهانة بعد تكويرها و سحقها. تكاد تحسبها ذات قرون من العمر من كثرة التجعدات و قسوة منظر الكرمشة التي سيطرت على كامل ملامحها. تلك الورقة الوحيدة المنعزلة. ذلك الكم المهمل. تراها تود بشدة الدخول في المشهد، الانضمام للسيمفونية حولها. يغطيها الظل القاتم، يتلاعب بها التيار العابس ويتقاذفها طوب الأرض. تحاول أن تقاوم بكل ما أوتيت من قوة، تحاول أن تبقي ثنياتها مغروسة في الأرض في ثبات، ولكن ذلك لا يكفي. يخيفها كثيرا مصيرها المتوقع ومصير مثيلاتها وهو صندوق المهملات بالغ العمق حالك السواد الموحش والمهجور. وما مصير المهمل إلا أن يكون مجرد ركام، مجرد ذكرى عابرة.
Simple words that touch your heart, stimulate your mind, and nourish your soul.
Wednesday, May 11, 2016
Subscribe to:
Posts
(
Atom
)