هل أتاك ذلك الشعور بأنك تدور في حياتك في حلقات فارغة مفرغة، و كلما حاولت الاقتراب من مركز أية دائرة من الدوائر العدة التائه بها كلما كان الابتعاد. فتظل تدور وتدور دون توقف و دون جدوى! وتدور دون حتى نقطة تلاق مع أي كائن من كان يمكنه أن يهون عليك مشقة الدوران أو حتى أن يشاركك. كأنك تعيش في عالم خاص منغلق مخيف لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه أو على الأقل محاولة اختراق أسواره الهشة. كأنك تتحدث بلغة لا يفهمها أحد و لا يحاول أحد تحدثها أو التعامل بها أو معها ولو بالإشارة، ولم العناء! ابق في عالمك المغلق و سد فتحات كهوفك بالحجارة القاسية و أجج فوهات براكينك بالحمم الحامية و املأ حقولك الخضراء بأبابيل الطير الأسود الضارية و أغرق بحورك بالأمواج العاتية... ابق في مكانك و دعنا و شأننا، فأنت لا تستحق أن نتكبد من أجلك مخاطرة مواجهة المجهول وإن بدا حسن الطالع! اندمج مع العوالم المختلفة و تحدث بلغة غيرك و تخلى عن كهوفك و أخمد براكينك و آنس طيرك و حول بحورك أنهار وستجد نقطة التلاق، وعندها ستجدنا أول من يهون عليك أي عناء و يشاركك أي حدث! إفعل ذلك، ودعنا ننطلق .. معاً ....
No comments :
Post a Comment