أتذكر أول مرة كان اللقاء. لم يكن بالأمر غير العادي بالنسبة لي حيث إني لم أنتبه إلى أي شيء مميز تجاهك. مثلك كغيرك، زمالة عابرة، أو غير عابرة، ولكنها تظل زمالة أولا أو أخيرا. لا أنكر أني لاحظت بعض الاهتمام ولكني لم أقدر على تفسيره، حيث إني اعتدت ألا أحكم على الناس من المظاهر، فالمظاهر خداعة، والافتراضات وجاعة. أهي حكمة؟ أهي خبرة؟ أم هو خوف من ألم جديد؟ من تكرار نفس الخطأ؟ من عدم التعلم؟ من ضعف الإنسان؟
تلك الهالة من الحماس المحاطة حولك، لازلت أشعر بها. ذلك الغموض المحاط حولك، لازلت أحاول فك شفرته. ويالغرابة غموضك! عادة يكون الغموض من الهدوء والسكون، وهي صفات متناقضة تماما معك. فعلى الرغم من انطلاقك و أحاديثك التي لا تنتهي، ولكن ما يظهر منك هو أقل بكثير مما هو مخفي. خلف ذلك القناع من السطحية هناك عمق بعيد، أو كذلك أعتقد.
ولكن اللقاء أعقبه لقاءات. والأمر العادي أصبح غير عادي. وطفت صفات مميزة من الأعماق إلى السطح، وتشبثت بها كالغريق الباحث عن طوق النجاة. وهنا كان الخطأ!
لا يمكنني أن أقل أني لم أحذرك. لا يمكنني أن أدعي عدم معرفتك ولو للحظة لما ينتظرك في نهاية ذلك الطريق الشائك. لا يمكنني أن أتصور نسيانك لما حدث. وقد كان! تكرر الخطأ، نفس الخطأ! تبا للتوقعات! تبا للظنون! وتبا للطيبة والمثالية والخيال!
أتذكر أول مرة كان اللقاء، وأتذكر المرة الأخيرة. كم الاختلافات. كم التغيرات. ولم التعجب؟ الناس تتغير ولا يبقى على حاله إلا الميت. وهكذا المشاعر والعلاقات. تولد وتشب وتشيخ .. وتموت.
No comments :
Post a Comment