Monday, July 28, 2014

اللي يعيش ياما يشوف

اللي يعيش ياما يشوف. يا مين يسمع، ولو معروف. ناس أشكال و ألوان وأنواع. ناس يتضرب بيهم المثل، وناس يتضرب فيهم المثل. ناس تاخد منهم عبر، وناس متاخدش منهم إلا الضرر. شوية درر و شوية بقر! وشوية قلوبهم أقسى من الحجر. وشوش و نفوس و سعد و ألم. حياتهم كراسة ومصيرهم قلم. دنيا مينفعش فيها إلا البكاش، اللي يتلون بكل لون مع الأوباش..يلا، محدش بيتعلم ببلاش!
تشوفهم نوع نوع تتعجب وتستمتع. وتشوف روعة الخالق في خلقه، ما أبدع. عندك اللي عنده كل حاجة معتبرة، تخليه زي بير الميه في الصحرا. بس بإيديه بيضيع كل ده في خراب. هو لسه زي بير الميه لكن اتحول لشوية سراب. بعديه يجيلك اللي عايش حياته و كأنها فقرة كوميدية. عيشني انهاردة و موتني بكرة، بس انت قدم النية! عايش حياته حاجة كدة سبهللة. ووقت الجد يموت الزمار و تموت معاه الشخللة. يجيلك الواد المعجباني مثال الجدعنة. بس ده ميمنعش وجود شوية سهتنة. يقف معاك تلاقيك بتقول لنفسك هي دي الرجولة. تجيلو البنت إياها، والله يرحمك يا رجولة!
تشوف ده بقى، تقولش حكيم زمانه. لسانه بينقط كلام كتير له ميزانه. بس تلميذ خيبان، حافظ ومش فاهم. النظري غير العملي لو انت فعلا لحكمك عالم. وده بقى نوع سرحان، عايش بس في التوهان. بيدور على حاجة، مش عارف إيه هي. ربنا يهديك يابني، إياك بس في الآخر متطلعش عسلية! واللي جاي ده بقى أخطر الأنواع. ساهي وداهي، أسطورة في الإقناع. بس من كتر وشوشه متعرفلوش حال. لا له قريب و لاحبيب و لا حد شاغل البال.
دي مجرد عينة والباقي لم يصبه الدور. اخرج للدنيا هتقابل الباقي و عينك ما تشوف إلا النور...       

Saturday, July 26, 2014

لحظات عبقرية

     و إذا بي و أنا أهيم من موجة إذاعية لموجة أخرى من خلال الراديو الصغير الكائن على مكتبى، والذي تردمه تلال من التراب من قلة الاستخدام و الاهتمام، إذ تمر على مسامعي نغمات تلك المقطوعة الموسيقية الهادئة. أنا متأكد من سماع تلك النغمات العذبة يوما ما، الأمر الذي تطلب مني التحديق بجهاز الراديو لبعض الوقت و كأنه شخص ما ذو ملامح مألوفة جدا لدي. فما كان مني إلا إنني شعرت بأنني رويدا رويدا لا أشعر بالزمان ولا المكان، و إذا بي وقد تناغمت تماما مع كل نغمة تعزف. يا له من شعور غريب! وكأني أطير على سجادة علاء الدين! و لكن منذ متى تحول ذلك الراديو القديم إلى آلة زمن؟!
      المكان نفس المكان لكن الزمان مختلف. قبل قرابة العشرون سنة. عشرون سنة! كم كبرت في السن أيها الفتى الطيب! وأنا من كان يظن نفسه لا يزال شاب صغير؟! نفس النغمات تصاحبني و تؤنس شعوري بالوحدة في هذا العالم و تهون صدمتي بمدى قدم تلك الذكرى. لازلت أتذكرها و أراها أمامي بمنتهى الوضوح. من أجمل أوقات حياتي. 
     انتهى العام الدراسي و بدأت الأجازة. ولكن الاسيتقاظ المبكر لم ينته. وكيف أفوت تلك اللحظات العبقرية من الاستيقاظ باكر يوم الأجازة و فتح شباك التراس و الاستمتاع بنسمات الهواء الحنونة الهادئة الصافية الممتزجة بالعطر المنعش لزهور الياسمين التي كانت يوما ما بمثابة حديقتنا الخاصة مع تغريدات العصافير التي اتخذت الأشجار القليلة المحيطة سكنا لها. و لكن السبب الرئيسي لتكبدي عناء الاستيقاظ المبكر حينها لم يكن ذلك المشهد الرومانسي، فقد كان كارتون الساعة العاشرة على القناة الثالثة والذي لم أكن أستطع مشاهدته أيام الدراسة هو الهدف الأسمى. فها أنا أفتح التلفاز ثم أتجه للجلوس على الأريكة المقابلة انتظر في لهفة دقات الساعة العاشرة و بدأ البث. و لكنها لا تزال التاسعة و هو ما يعني الانتظار لمدة ساعة كاملة و لكنه لم يكن بالأمر الجلل حيث إن وقت الانتظار كانت تتخلله تلك المقطوعات الهادئة والأنغام الجميلة لقناة المعلومات التي كانت تسبق بداية البث بسويعات قليلة (ذلك أيام التلفاز الأرضي الحكومي ذو التسع  قنوات قبل غزو الأقمار الصناعية للفضاء وقبله للعقول!).
     موسيقى رائعة، معلومات مفيدة، أخبار الدنيا، هواء منعش، جو صحو، نقاء ذهن و صفاء قلب. هل تحتاج إلى شيء أكثر من ذلك؟ و يمر الوقت و أنا أغوص في بحور المعلومات و أقفز من نغمة لنغمة و أطير من نسمة لنسمة في ظل أريج الياسمين الأخاذ، حتى تأتي تلك المقطوعة، فتعود بي من حيث أتيت، جالسا أمام الراديو في سكون و ربما في ذهول من هول تغيرات الحياة. وعندها تسللت إلي بعض مشاعر الحزن، ولكن كان عزائي الوحيد هو استرجاعي لتلك اللحظات الماضية المفرحة بكل تفاصيلها: ذكرى ظلت وستظل محفورة في الكيان، ومن يدري، فلربما تعود يوما وأعود معها إلى واقع غير الواقع و حياة غير الحياة و عالم غير العالم...

Saturday, July 19, 2014

The Potential Candidate

     This life is getting stranger and stranger. As you grow up in it, you start to learn more about yourself and much more about others. Yet growing up does not necessarily mean getting older, but getting to know how life works and seeing clearly what people want.
     God has given you a gift called kindness, but the more you deal with people, the more you realize that such gift does not actually belong to this awkward life, for the equation is turned upside down: before, in the good old days, Kindness=Goodness, while today, in the messy current days, Kindness=Weakness!
     Temptation rules! Self-interest prevails! And you are for others simply a mere potential candidate! So you run from people who want to get you used, but you fall in the hands of those who want to get you abused. There is no room for humanity or the slightest commonsense. Terms like respect, love, kindness, goodness, charity, trust, honesty, and others of the sort are becoming day by day obsolete. Words that are gradually losing their places at the dictionary to become a vague part of a vague history. Only the naive would believe in such platonic terms, as naive as you!
     What do others want from you? How do they see you? You see them as friends, while they see you as a service provider, and once the service is done, your presence is no longer required; you see her as a girl who deserves your trust, while she sees you as a potential suitor, and once she realizes otherwise and that you are dealing with her from the human level of respect, she turns to search for another potential black suit, for that seems to be her life objective and her built-in idea of a man; you see him as a real man, while he sees you as a body with no soul, and once the body is exposed and the eyes drown in the flesh, you turn into a disposable entity, a burden to get rid of.
     It is contagious! Today you are used, the next day you are the user. Today you control your self, the next day your self controls you. And it starts over and over again. Friends are mere objects at your service, girls are potential suitoresses, and men are a senseless cover for insecurities and desire. And kindness fades away, a normal result for recurrent states of frustration and depression. And life becomes full of frantic creatures tearing each other apart. And you stand all alone in the middle of the frenzied crowd, with all the tears of blood and the scratches and bruises, and then you realize what you are really made of. We are our own victims, and others are just a good excuse, suitable potential candidates!